أسامة داود لوزير البترول: افتح مكتبك للقيادات المستبعدة وارفع الظلم عنها
الحديدى وعمرو مصطفى والمصرى والشيمى وحمدان 5 نماذج من ضحايا الظلم فى زمن الملا ــ خطاب
مازال رجال وزير البترول السابق بكل أسف يديرون القطاع بأسوأ مما كان وقت وجوده
ارجع للعام السابق لتكتشف القرارات الخاطئة وتدرك آلة الظلم التى أدارت القطاع
أنت فى بداية الطريق وغير مسئول عما حدث ولكنك أصبحت مسئولاً عن رفع الظلم
إبراهيم خطاب منح سكرتاريته درجات وظيفية تجعل رؤساء الشركات تابعين لهم
تراجع أداء قطاع البترول خلال سنوات الملا وهبوط انتاجيته سببه تهميش الاكفاء
السيد الوزير كريم بدوى.. هذه هى الرسالة رقم 9 لك، ضمن سلسلة المقالات التى كتبتها لسيادتك منذ توليك منصبك فى 3 يوليو الماضى، فرغم مرور أكثر من شهرين على تعيينك وزيرًا للبترول، مازال رجال وزير البترول السابق طارق الملا بكل أسف يديرون القطاع بأسوأ مما كان وقت وجوده، وكانت الخطوة الأخيرة التخطيط لمنعك من الاقتراب من أى منهم بعد اقتلاع كبيرهم أشرف عبد الله.
فماذا لو اقتلعت الجميع باستبعاد من تجاوز السن و تحريك من هم تحت السن تحريكًا أفقيًا فى مواقع تتوافق ومراكزهم الوظيفية دون ظلم أو إجحاف حتى يتم فتح الملف كاملاً وعبر جهات تحقيق مستقلة للكشف عن نتائج القرارات التى اتخذت، ولصالح من، ومعرفة كل التجاوزات التى ارتكبت.
ربما لا يكون الهدف فيها محاسبة مراكز القوى، ولكن لاستعادة الحياة للقطاع من خلال رجالاته الذين تم تهميشهم واستبعادهم من مواقعهم ودفنهم فى غرف منعزلة داخل شركات ربما تكون بعيدة كل البعد عن اختصاصاتهم بهدف التنكيل بهم، رغم أن ما حدث كان فيه خسارة كبيرة للقطاع.
أتحدث عن قيادات صاحبة رؤية وفكر وضمير حى وقرار ولم يكونوا يرتضون لأنفسهم أن تصدر قرارات فيما يخص سلطتهم باسمهم عبر قصاصات تصل إليهم من سكرتير سكرتير إبراهيم خطاب وعليهم توقيعها وتنفيذها دون مناقشة أو حتى مراجعة وكانت بمثابة الأمر الذى لا يرد وكأنه القضاء والقدر.
لا أقول لك اجلس لتحقق بنفسك ولكن كلف من تأتمنه بالتحقيق فى كل التجاوزات التى حدثت والمخاطبات التى صدرت من ديوان وزارتك خلال السنوات الماضية.
ابدأ بالعام الأخير ومع اكتشاف قرارات خاطئة ارجع للعام السابق له ولا أقول لك حاسب هؤلاء ولكن لإدراك آلة الظلم التى أدارت القطاع وانتصر وانصف المظلومين من رجال القطاع وقياداته فهم فلذة كبده وهم عقله وسواعده.
وتأكد أن قطاع البترول حتى يعود إلى ما كان عليه قبل سلفك لابد أن تعيد الثقة إلى رجاله المخلصين بتخليصهم من قيود العسف التى ارتكبت فى حقهم بتهميشهم.
أتحدث إليك مخلصًا لأنك فى بداية الطريق وغير مسئول عما حدث ولكنك أصبحت مسئولاً من الآن فصاعدًا عن رفع الظلم عن تلك القيادات التى إن حررتها ورفعت ما وقع عليها من غُبن وإجحاف لحقوقهم فسوف يكونوا خير سند للقطاع ولك كما أنت خير سند لهم.
تدثر بالمخلصين من أبناء القطاع وما أكثرهم وعليك أن تطالع وجوههم وأن تناقشهم، وثق أن من يخالفك الرأى برأى أفضل وليس من يسير وفقًا لهواك هو الاكثر إخلاصاً، فالنفس أمارة بالسوء.
هل تعرف سيادة الوزير أن فى شركة إيبروم مكتبًا به عدد من القيادات المجمدة، وبشركة بترومينت رؤساء شركات تم عزلهم وتجميدهم، وفى القابضة لجنوب الوادى وفى العامة للبترول وفى أموك نفس الشيء، حتى إن البعض يطلقون على تلك المكاتب الثلاجة، لأن من يدخلها يتم تجميده فكرًا وعملاً وأداء ، ليس لأخطاء ارتكبوها، ولكنهم كانوا أصحاب قرار وظنوا أنهم كرؤساء شركات لهم الحق فى اتخاذ ما يكون فى مصلحة العمل من قرارات دون الانتظار للتعليمات التى ترد عبر قصاصات ورقية مصدرها مساعد الوزير للشئون الإدارية وعبر سكرتاريته، لأن السيد إبراهيم خطاب لم يكن يقبل لنفسه الرد على اتصالات رؤساء الشركات بشخصه أو قبول مناقشته فيما يصدر من قرارات تخص عملهم دون استشارتهم أو السماع لهم.. وبالتالى تصدر إليهم القرارات عبر سكرتيرياته التى منحها درجات وظيفية تجعل رؤساء الشركات تابعين لهم وتستهدف بث الرعب فى قلوب قيادات القطاع.
عليك أن تراجع ترقيات قيادات القطاع وأطرح عليك تساؤلاً: لماذا كانت الترقية لدرجة مساعد ونائب ورئيس شركة لا تتم إلا للإداريين والقانونيين والمحاسبين من التابعين لمراكز القوى وليس حسب الكفاءة ولم تكن تتم لصالح من يتولون رئاسة الشركات من الفنيين؟.
كما يوجد رؤساء شركات متوقف مستواهم الوظيفى عند مدير عام رغم تجاوزهم منذ سنوات الفترة البينية التى تؤهلهم إلى درجة مساعد أو نائب رئيس هيئة، على خلاف ما يتم مع الإداريين والمحاسبين التابعين لمراكز القوى الذين يحصلون على ترقيات استثنائية تصل بهم إلى نائب ومساعد، بينما هناك من بدأ حياته فى القطاع منذ سنوات معدودة وهو الآن محصن بدرجات عدة منها مساعد للوزير ورئيس إحدى الإدارات المركزية وعدد من المناصب والمواقع، وكان سببًا فى تجميد القيادات الجادة وله تجاوزات ضدهم.
عليك أن تفتح الباب للقاء تلك القيادات التى تم عزلها واستدعي ملفاتها وراجع أسباب التنكيل بها ولن أقول لك افتح ملفات من انتهت خدمتهم وهم رهن قرارات القهر.
لن أقول لك حقق فى استقالة طارق الحديدى أول رئيس هيئة بترول يستقيل لرفضه أن يؤدى مهام وظيفته عبر موظف أقل منه فكرًا وفهمًا وأداءً وكفاءة ومنهجًا ولكن اقول ارجع إليه لتكتشف كم دفع قطاع البترول بسبب تهميش وتجميد وخلع قياداته.
ابحث فى أسباب استقالة عمرو مصطفى الذى لقبته أنا بثعلب التكرير لعبقريته فى مجال التكرير وقدرته الهائلة وحرفيته فى المناورة بزيادة إنتاجية المعامل من المشتقات التى يكون السوق أكثر احتياجًا لها ، ولأفكاره التى تمثل عصارة خبرات وأفكار وعلوم يكتنزها رأسه ولم يكن يقبل أن يدار عبر رجالات إبراهيم خطاب المقعدين لكونه تتلمذ على يد عبد الهادى قنديل أحد أعظم وزراء بترول مصر.
ارجع إلى ملف محمد المصرى صاحب الرؤية والنجاحات التى حصد قطاع البترول عبر رئاسته للهيئة وقطاع الغاز الطبيعى منها الكثير عبر إدارته لملف الغاز ليجد نفسه معزولاً فى غرفة فى أقصى طرقة من طرقات شركة البتروكيماويات التى لا علاقة له بها ولم يمارس العمل فيها يومًا ما ولأكثر من عامين لم يستفد منه القطاع.
والسبب أنه مقبول لدى القيادة السياسية وكان من المتوقع أن يتم اختياره لموقع الوزير، هذا حسب هاجس المجموعة المكلفة بتبوير القطاع من قياداته وزهوره وبراعمه حتى يصبح متصحرًا.
ارجع إلى ملف محمد شيمى الذى يجاورك على طاولة اجتماعات مجلس الوزراء حاليا لتعرف كيف تم معاقبته من جانب المهندس الملا ومراكز القوى على نجاحاته فى شركة بتروجت ولماذا تم نقله إلى شركة صان مصر وقبل أسبوع واحد من افتتاح مبنى بتروجت الذى يُعد تحفة معمارية.. ظنا منه أن الشيمى يقترب من كرسى الوزارة.
وخالد حمدان الذى تم استبعاده من قمة شركات إنتاج البترول جابكو ليترك فى شركة خدمات ليس لها علاقة بخبرته وعمله كجيولوجى.
كل تلك التجاوزات سوف تجيبك عن السؤال الأهم .. كيف ولماذا تراجع أداء قطاع البترول خلال سنوات الملا وهبطت انتاجيته وتجمدت مشروعاته؟ لتجد أن الاجابة هى بسب تهميش الشرفاء.
وإن استرسلت لن يكفينى عشرات المقالات لسرد نتائج أعمال تبوير قطاع البترول من قياداته.
فلا تَسِرْ فى نفس الاتجاه لأنهم يحاولون الإبقاء على مكاسبهم عبر الالتزام بخط سير سلفك، ولا أظن أن من مصلحتك أن يظل الوضع على ما هو عليه لأن النتائج لن تختلف عن الحالة التى لم تجعلك تنام فى اليوم إلا ساعات قليلة بسبب حجم الأعباء الناجمة عن كل القرارات السابقة والتى جعلتك تسير فى طريق إطفاء الحرائق لأزمات ورثتها، فلا تحرص على المشاركة فى الإبقاء عليها وإلا أصبحت أحد صناعها.
أرجوك افتح مكتبك لكل القيادات التى تم عزلها واستبعادها ، ناقشهم وافحص ملفاتهم قبل وصولهم إليك، وسوف تكسب من خلالهم لأنهم أصحاب رؤية وفكر وقادرين على العطاء وإيجاد الحلول لكل المشاكل والأزمات وسوف تجعل منهم قوة وسندًا ودعمًا لك ولقطاع البترول.
وأخيرًا وليس آخرًا أنصحك نصيحة المخلص ليس لشخصك ولكن لقطاع هو ركن من أركان الدولة المصرية وأحد أهم أعمدتها وبصفة قيادتك له.. لا تظن ولا تنتظر أن أشجار السنط المتجذرة على صفحة وجه القطاع عبر ديوان الوزارة المترهل بالمتربصين ، سوف تثمر بدلا من الشوك زهر الليمون.
usamadwd@yahoo.com